عن دور المفوّضية في المنطقة العربية، تقدّم المقالات التي كتبها روبن زيوتي (2006) ومايكل كاغان (2006، 2017) تحليلاً نقدياً، وتسلّط الضوء على الثغرات في دورها، والتعارض بين صلاحيّاتها لتوفير حماية اللاجئين والمشاركة في تحديد وضعيّة اللاجئ. لاستكمال هذه المقالات، يمكن قراءة تقرير شامل من إعداد مها يحيى (2015) يوضح كيف تُعَرْقَل عمليّات تطوير سياسات اللاجئين في المنطقة بسبب الطبيعة الطائفية لتحرّكات السكّان، مع الاستشهاد بالعراق وسوريا كأمثلة، فضلاً عن رفض الدول العربية تبنّي نهج إنمائي موحّد إزاء النزوح القسري.
في منطقة مُجزّأة، يعزّز وجود المفوّضية نموذج الشمال - الجنوب لإدارة شؤون اللاجئين ومساعدتهم التي تخلق تبعية واستمرارية استعمارية. يعتبر عمل إلينا فيديان قاسمية (2018) تصحيحية في هذا الصدد، إذ تدعو إلى التشكيك في العلاقة بين عالمي الشمال والجنوب، وتركيز المعرفة في الجنوب على التهجير القسري. ومثلما يُعتبر النزوح القسري ظاهرة جنوبية في الأساس (تتمّ استضافة 86% من اللاجئين في البلدان منخفضة الدخل)، تجادل المؤلّفة بأن الإستجابات له يجب أن يقودها الفاعلون الجنوبيون وأن تتجلّى من خلال "العلاقات بين اللاجئين". هناك بضع مقالات فقط من المنطقة تتناول "المعرفة الشمالية" عن اللاجئين، بما في ذلك دراسة إثنوغرافية نُشِرت مؤخراً، وأوصي بها بشدّة، لديريا أوزكول وريتا جاروس (2021) عن قدرةاللاجئين في تعاملهم مع بيروقراطية المفوّضية من خلال بثّ الشائعات كشكل من أشكال التعاون الجماعي.
أدّت الهجرة بحراً إلى أوروبا من الشواطئ الشرقية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط في 2014-2015 إلى إحياء الاهتمام الأكاديمي بالتهريب، وأنتجت تحقيقات دقيقة ومفصّلة عن هذا الشكل غير النظامي من الهجرة. يأتي التهريب مدفوعاً بالتشابك بين النزوح الطويل الأمد في الجنوب العالمي والحدود المُغلقة في أوروبا ووجهات إعادة توطين اللاجئين الأخرى. معظم من خاطر بحياته عبر ركوب قوارب في البحر الأبيض المتوسط والعبور نحو أوروبا سيراً على الأقدام، كان من اللاجئين السوريين والأفغان الذين عايشوا اللجوء لفترات طويلة، فتخلّوا عن إمكانية إعادة توطينهم بشكل قانوني في أوروبا، ولجؤوا إلى خدمات المهرّبين.
تسلّط الكتابات الأخيرة عن التهجير القسري الضوء على التوتّر بين الجمود في وضعية اللاجئين الذين طالت فترة لجوئهم من ناحية، والوكالة من ناحية أخرى، إذ لا يتحرّك النازحون قسراً عبر الحدود فحسب، بل تبعاً لفئات أيضاً. تنتقد كتابات روجر زيتر (1991، 2007) إصرار وكالات اللاجئين على رسم خطوط صارمة حيال صفة اللاجئ بحجّة أنّها تقلّل عدد الأشخاص المؤهّلين للحصول على الحماية الدولية، فيما تتعارض مع التعقيد الذي يشكّله النزوح القسري في عالم معولم. يركّز مقال أحدث لمارتا إيفاند إردال وسيري أويبن (2018) على "الأهمّية الخطابية والتحليلية لوصف الهجرة بأنها قسرية وطوعية"، ويجادل بأن الطبيعة المتغيّرة للتنقّل تجعل من المستحيل رسم خطوط عن فئات المهاجرين. تتوسّع الأدبيات التي تشكّك في صفة اللاجئ بوضوح من خلال كتاب نُشر مؤخراً لريبيكا هاملين (2021) بعنوان العبور: كيف نوصم الناس في عبورهم وكيف نتفاعل معهم، معتبرة أن ثنائية اللاجئ-الاقتصادي المهاجر غير واقعيّة، خصوصاً أن هناك أسباب عدّة لعبور الحدود.
لم يلقَ منظور الاستمرارية زخماً في الكتابات عن التهجير القسري في المنطقة العربية على الرغم من بعض الاستثناءات. الأول تقرير للديموغرافي فيليب فارغس (2014) صادر عن معهد الجامعة الأوروبية تناول "الخطوط الضبابية للهجرة الدولية" في المنطقة العربية، وسلّط الضوء على إشكالية ترسيم فئات الهجرة في سياق لا تكون فيه التعريفات غامضة فحسب، بل ذاتية للغاية. والثاني هو مقال قصير إنّما ثاقب لشاينا ساجاديان (2020) نشره موقع جدلية، تلتقط فيه المؤلّفة خطاب الفئات في حالة العمّال السوريين الموسميين في الزراعة واللاجئين القادمين إلى لبنان، الذين تعتبر تجربتهم بمثابة نموذج أولي لتدفّقات الهجرة المُختلطة - الانتقال الديناميكي بين فئات الهجرة القسرية والاقتصادية والموسمية – والتي تتشكّل من خلال اقتصاد سياسي تتشابك فيه المساعدات الإنسانية مع التنمية.
مع ذلك، على الرغم من تعقيدات عبور الحدود وتداخل العوامل المُتعددة التي تحدد هذا التنقّل، حتى في حالات الفرار بعد الحرب، تواصل الوكالات الدولية استخدام تعريفات صارمة لتصنيف اللاجئين ومن يستحق الحماية الدولية. الحقائق أكثر تعقيداً، والأشخاص الذين يعبرون الحدود من أجل البقاء سوف يتجاوزون أيضاً الخطوط التي تحدّد الفئات.
Abdulrahim, S. & Khawaja, M. (2010). The cost of being Palestinian in Lebanon.
Journal of Ethnic
and Migration Studies, 37(1): 151-166.
Achilli, L. (2018). The “Good” Smuggler: The Ethics and Morals of Human Smuggling among
Syrians.
The Annals of the American Academy, 676: 77-96.
Albanese, F. & Takkenberg, L. (2021).
Palestinian Refugees in International Law (2nd Edition).
Oxford University Press.
Al-Hardan, A. (2016).
Palestinians in Syria: Nakba Memories of Shattered Communities.
Columbia University Press.
Betts, A., Loescher, G., & Milner, J. (2012).
UNHCR: The Politics and Practice of Refugee
Protection. Routledge.
Bitari, N. (2013). Yarmuk refugee camp and the Syrian uprising: A view from within.
Journal of
Palestine Studies, 43(1): 61-78.
Bocco, R. (2009). UNRWA and the Palestinian refugees: A history within history.
Refugee Studies
Quarterly, 28(2-3): 229-252.
Castles, S. (2003). Towards a sociology of forced migration and social transformation.
Sociology,
37(1).
Erdal, MB. & Oeppen, C. (2018). Forced to leave? The discursive and analytical significance of
describing migration as forced and voluntary.
Journal of Ethnic and Migration Studies,
44(6): 981-998.
Fargues, P. (2014). The Fuzzy Lines of International Migration:
https://cadmus.eui.eu/bitstream/handle/1814/31695/RSCAS%202014_71%20(1).pdf?sequence=1
Feldman, I. (2012). The humanitarian condition: Palestinian refugees and the politics of living.
Humanity: An International Journal of Human Rights, Humanitarianism, and
Development, 3(2): 155-172.
Feldman, I. (2017). Humanitarian care and the ends of life: The politics of aging and dying in a
Palestinian refugee camp.
Cultural Anthropology, 32(1).
Fiddian-Qasmiyeh, E. (2018). Southern-led responses to displacement: Modes of South-South
cooperation? In Fiddian-Qasmiyeh, E. and Daley, P. (Eds)
Handbook of South-South
Relations. Routledge.
Hamlin, R. (2021).
Crossing: How We Label and React to People on the Move. Stanford
University Press.
Hanafi, S., Hilal, L., & Takkenberg, L. (2014).
UNRWA and Palestinian Refugees: From Relief and
Works to Human Development. Routledge Studies on the Arab-Israeli Conflict.
Kagan, M. (2006). The beleaguered gatekeeper: Protection challenges posed by UNHCR refugee
status determination.
International Journal of Refugee Law, 18(1): 1-29.
Kagan, M. (2017). (Avoiding) the end of refugee status determination.
Journal of Human Rights
Practice, 9(2): 197-202.
Kanafani, G. (1999).
Men in the Sun
and other Palestinian Stories. (Kilpatrick, H., trans.). Lynne
Reinner (Original work published 1963).
Ozkul, D. & Jarrous, R. (2021). How do refugees navigate the UNHCR’s bureaucracy? The role of
rumors in accessing humanitarian aid and resettlement.
Third World Quarterly, 42(10): 2247-2264.
Roberts, R. (2010).
Palestinians in Lebanon: Refugees Living with Long-Term Displacement. IB
Tauris.
Rosenfeld, M. (2009). From emergency relief assistance to human development and back:
UNRWA and the Palestinian refugees, 1950-2009.
Refugee Studies Quarterly, 28(2-3):
286-317.
Sajadian, C. (2020). The Agrarian Question in Lebanon Today: A View from a Camp in the Bekaa
Valley:
https://www.jadaliyya.com/Details/41585
Takkenberg, L. (2009). UNRWA and the Palestinian refugees after sixty years: Some reflections.
Refugee Studies Quarterly, 28(2-3): 253-259.
Tinti, P & Reitano, T. (2018).
Migrant, Refugee, Smuggler, Saviour. Hurst Publishers.
Yahya, M. (2015). Refugees in the Making of an Arab Regional Disorder.
Carnegie Middle East
Center:
https://carnegieendowment.org/files/CMEC57_Yahya_final.pdf
Zaiotti, R. (2006). Dealing with non-Palestinian refugees in the Middle East: Policies and
practices in an uncertain environment.
International Journal of Refugee Law, 18(2):
333-353.
Zetter, R. (1991). Labelling refugees: Forming and transforming a bureaucratic identity.
Journal
of Refugee Studies, 4(1): 39-62.
Zetter, R. (2007). More labels, fewer refugees: remaking the refugee label in an era of
globalization.
Journal of Refugee Studies, 20(2):
172–92.