مقدمة
تهدف دراسة الشباب في المناطق المُهمّشة إلى الكشف عن تفاعل الشباب مع شروط التهميش الاجتماعي التي يعيشونها. أُجرِي العمل الميداني في صيف العام 2019، وشمل 144 مجموعة تركيز في 38 منطقة مُهمّشة في لبنان تضمّ جيوب فقر لبنانيّة ومخيّمات فلسطينيّة وتجمّعات سوريّة. تمّ تنظيم 48 مجموعة تركيز لكلّ جنسية موزّعة مناصفة بين الذكور والإناث. شارك في هذه المجموعات 1173 شاباً وشابّة تراوح أعمارهم بين 15 و25 سنة، وطرح على مجموعات التركيز 22 سؤالاً.
يعالج الكتاب الحالي أجوبة الشباب المُتعلّقة بأسئلة المستقبل وهي ثلاثة: كيف تنظرون إلى مستقبلكم؟ ماذا تتوقّعون أن يحصل معكم فعلاً في المستقبل؟ ما أبرز أمنية تتمنون لو تتحقّق في المستقبل؟
أظهرت الدراسة أن الشباب يواجهون تحدّي شروط العيش الصعبة في بيئات مُهمّشة، وتحدّي العيش في ظروف سياسيّة غامضة ومجهولة المصير. لذلك نجد أنّ 73% منهم يشعرون بفقدان الأمل والخوف والقلق والغموض. أمّا عن توقّعاتهم فيغلب عليها الطابع الوجودي، وفي طليعتها الهجرة، أو مجرّد تمنّي السلام والأمن. ولعل التوقّعات العائليّة هي التوقّعات الوحيدة الآمنة والمُسبِّبة للفرح وفي طليعتها الزواج والإنجاب. إذا كانت "المغامرة" وما فيها من حبّ وعزوبية ولهو وفنتازيا، هي خاصيّة شبابيّة بامتياز، فقد بدا الشباب اللبنانيون أكثر إقبالاً عليها من الفلسطينيين والسوريين، وأكثر كلاماً عن رغبتهم في "لعب دور في المجتمع". الإناث أكثر تعبيراً عن القلق والخوف والغموض، لكنهن يتكلّمن أكثر من الذكور عن توقّع الأحسن والمراهنة على الفرص الدراسيّة المهنيّة في المستقبل. والذكور أكثر كلاماً عن غياب الأمل، وتوقّع الأسوأ، والهجرة والتوقّعات الوجوديّة.
اقرا المزيد